منتديات المسيلة الرومانسية MIMI
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المسيلة الرومانسية MIMI

منتدى رومنسي يهتم بالحب و اقواله وكل شئ عنه .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مجنون القرية قصة بقلمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رفيق مسقم28




المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 07/06/2011

مجنون القرية قصة بقلمي Empty
مُساهمةموضوع: مجنون القرية قصة بقلمي   مجنون القرية قصة بقلمي Emptyالثلاثاء يونيو 07, 2011 2:36 am

الكل كان يراقبه ..يتتبع خطواته البطيئة ..نظراته الثاقبة ..ملابسه القديمة البالية....نعم لقد ظهر فجأة مثل الشبح لم يكن يعرفه أحد ولم يتكلم مع أحد...لقبه الأطفال بمجنون القرية...نعم فمظهره يوحي بأنه مجنون ولكن ماذا يحمل ..سر غريب يظهر من شعاع عينيه كأنه برق خاطف ....ما إن يظهر حتى يختفي ..يوم يومان ويعود لولا تصرفاته الغريبة وملابسه الممزقة وشعره الطويل الغير مهذب ..لكان رجلا عاديا ..ولكن لماذا إختار لنفسه هذه الحياة....حياة المجانين ..؟

قررت أن أتبعه في يوم من الأيام لعلي أكتشف منه شيئا ولكنه بدا محترسا وكأنه أحس بمن يتبعه ..جلست في المقهى أراقبه..تصرفاته المعتادة...يكلم نفسه ..يقف مشدوها أحيانا تحت الشمس الحارقة وكأن به مسا من الجن....ولكن لا يظهر له أثر عند غروب الشمس ..وكأن الشياطين إختطفته..ولم يسأله أحد ولم يسألواعنه لأنهم يعتبرونه مجنونا ولا داعي للإكتراث به أو إعارته أدنى إهتمام فقد كان يقضي معظم وقته أمام محل بيع المواد الغذائية...ولكن أمره غريب...فقليلا ما يتصدق عليه أصحاب القرية ببعض المأكولات فيرفضها وكأنه يتعفف عن السؤال...ومن الأطفال من يشتمه ويسخر منه بدون سبب فلا يرد ولا يغضب ...حقا لقد حيرني أمره ..فكنت أقول سأكتشف أمرك لا محالة فأنت شخصان في شخص واحد......مجنون وعاقل ..المجنون أعرفه ويعرفه كل أصحاب القرية...ولكن أين العاقل؟ فأنا لم أره يوما عاقلا....فأظحك وأشك في تفكيري أأكون أنا المجنون؟ ربما فمن يدري ربما تفكيري في غير محله؟

ذات ليلة وفي ساعة متأخرة أصابني أرق ففتحت الشرفة لأستنشق بعض الهواء...نظرت يمينا ويسارا...وإذ بي ألاحظ تحركات غريبة أمام البيت..ظننته لص ..نزلت مسرعا وإذ بي ..أراه ..نعم إنه مجنون القرية ..ماذا يفعل هنا في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل..وهو الذي لا يظهر إلا صباحا ويختفي عند الغروب..تقدمت نحوه فأحس بي وأنطلق يجري مثل البرق فسقط على الأرض فأمسكته ولكنه أفلت مني وقد أصبته ببعض الخدوش في وجهه..رجعت إلى البيت ..تراه ماذا كان يعمل؟ هل هو لص؟ ولكن عزمت في الصباح على أن أتبعه وأرى أين يذهب عند الغروب وكيف يختفي؟

في الصباح قصدت المكان الذي يجلس فيه وإذ به جالس وكأن شيئا لم يحدث فظننت أن ما جرى البارحة كان حلما لولا بعض الجروح التي كانت ترتسم على وجهه الشاحب ...وكان يرمقني من حين لآخر بنظرات حادة سرعان ما يطأطئ رأسه إلى الأرض عندما أنظر إليه ولكني تركت الأمر حتى لا تكتشف خطتي

عند غروب الشمس وعندما إنصراف الناس إلى بيوتهم تظاهرت بالذهاب إلى البيت وعدت من طريق آخر وإذ به مازال جالسا في مكانه..نظر يمينا ويسارا ثم سار نحو الوادي وأنا أتبعه حتى دخل الغابة ..وبدأ يشق طريقا مليئا بالأحراش حتى إنتهى إلى كهف في الغابة فدخل فأخذت أراقبه رغم أن الظلام كان حالكا إلا من بعض شعاع القمر الذي يمر من بين الأغصان ..وأنا أراقب باب الكهف فخرج ومعه طفلان صغيران في سن العاشرة وقد أخرج كيسا به بعض الفضلات من الأكل الذي إلتقطه من القمامة بعد أن ينام الناس فأدركت تلك الليلة أنه لم يأتي ليسرق ولكن ليلتقط بعض الفضلات من المأكولات التي يرمونها في القمامة.

أردت أن أتقدم لأرى عن قرب ولكن قدمي هوت في حفرة وأحس بي هذا الرجل فحمل عصا غليضة وهجم علي كلبؤة تدافع عن صغارها..لولا أني ترجيته ..فأحس وكأنه يعرفني ..فقال : لماذا تتبعني؟ أتبخلون علي حتى بفضلات القمامة؟...إندهشت لأني سمعت صوته لأول مرة...فأجبته وأنأ أرتجف ..لا..لا خذ ما تشاء ..ولكن من هاذين الصغيرين اللذان معك ؟ فقال وتكتم السر فقلت: أعاهدك . فقال: منذ أن قتلو زوجتي وأنا في هذا المكان فررت مع أولادي لأعيش في الغابة مع الحيوانات...نعم الحيوانات أرحم من بعض البشر. رفضت التعامل مع أولائك الوحوش..فأرادو الإنتقام مني وقتلي مع أولادي وزوجتي التي قتلوها ففرت مع أولادي إلى هذا المكان...كانت عندي إسئلة كثيرة أريد طرحها لولا أن الفجر أدركني وعدت إلى البيت

في الصباح وجدت ذلك الرجل ولكنه تحاشاني وكأنه لم يعرفني ولكني كنت أنظر إليه نظرة مختلفة عن الماضي ..نعم هذا الرجل ليس مجنونا وليس لصا بل هو من أشرف الرجال إختار العيش في الغابة عوض أن يتعامل مع مجرمين ومصاصي دماء

في تلك الليلة سمعت طلقات نارية فخرجت أجري فوجدت الناس ملتفين حول جثة هذا المجنون الذي ظنه صاحب المزرعة لصا فأطلق عليه النار فأرداه قتيلا.فأسرعت مهرولا نحو الغابة لجلب الأطفال فلم أجدهم وكأنهم أحسوا بأن وحوش البشر قتلوا والدهم فأسرعوا بالهروب لمكان مجهول.
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مجنون القرية قصة بقلمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المسيلة الرومانسية MIMI :: القصص والروايات-
انتقل الى: